الثلاثاء، 28 يونيو 2011

انما الاعمال بالنيات



















عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) . رواه البخاري و مسلم في صحيحهما .

لقد نال هذا الحديث النصيب الأوفر من اهتمام علماء الحديث ؛ وذلك لاشتماله على قواعد عظيمةٍ من قواعد الدين ، حتى إن بعض العلماء جعل مدار الدين على حديثين : هذا الحديث ، بالإضافة إلى حديث عائشة رضي الله عنها : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ؛ ووجه ذلك : أن الحديث السابق ميزان للأعمال الظاهرة ، وحديث الباب ميزان للأعمال الباطنة .

ترى المؤمنين فى


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى".
هذا الحديث الشريف رواه كل من البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل رحمهم الله أجمعين

احفظ الله بحفظك


عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي (صلى الله عليه وسلم) يوماً، فقال لي:
"يا غلام إني أعلّمك كلمات:
احفظ الله يحفظك،
احفـظ الله تجده تجاهك،
إذا سألت فاسأل الله،
وإذا استعنت فاستعن بالله،
واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لـم ينفعـوك إلا بشيء قـد كتبـه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف". (رواه الترمذي وقال: حسن صحيح)
وفي رواية غير الترمذي:
"احفظ الله تجده أمامك،
تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة،
واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك،
وما أصابك لم يكن ليخطئك،
واعلم أن النصر مع الصبر
وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً".

لا يظلمه

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة "متفق عليه



245 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه " رواه مسلم .

المسلم اخو المسلم


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا" وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، "بِحَسْبِ امْرِئٍ مِن الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ". أخرجه أحمد (2/277 ، رقم 7713) ، ومسلم (4/1986 ، رقم 2564) . وأخرجه أيضًا: البيهقي (6/92 ، رقم 11276). (لَا يَخْذُلهُ) قَالَ الْعُلَمَاء: الْخَذْل تَرْك الْإِعَانَة وَالنَّصْر, وَمَعْنَاهُ إِذَا اِسْتَعَانَ بِهِ فِي دَفْع ظَالِم وَنَحْوه لَزِمَهُ إِعَانَته إِذَا أَمْكَنَهُ, وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عُذْر شَرْعِيّ. (وَلَا يَحْقِرُهُ) فَلَا يُنْكِر عَلَيْهِ, وَلَا يَسْتَصْغِرهُ وَيَسْتَقِلّهُ. (التَّقْوَى هَا هُنَا وَيُشِير إِلَى صَدْره ثَلَاث مِرَار) أَنَّ الْأَعْمَال الظَّاهِرَة لَا يَحْصُل بِهَا التَّقْوَى, وَإِنَّمَا تَحْصُل بِمَا يَقَع فِي الْقَلْب مِنْ عَظَمَة اللَّه تَعَالَى وَخَشْيَته وَمُرَاقَبَته. وَمَعْنَى نَظَر اللَّه هُنَا مُجَازَاته وَمُحَاسَبَته أَيْ إِنَّمَا يَكُون ذَلِكَ عَلَى مَا فِي الْقَلْب دُون الصُّوَر الظَّاهِرَة. وَنَظَرُ اللَّه رُؤْيَته مُحِيط بِكُلِّ شَيْء. وَمَقْصُود الْحَدِيث أَنَّ الِاعْتِبَار فِي هَذَا كُلّه بِالْقَلْبِ.

النظره الاولى لك

قال تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون.وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن)والنظر الحرام, يؤدى إلى سوء العاقبة ,والحسرة والندامة ,والغفلة ,والإنشغال عن ذكر الله,وارتكاب الحرام قـال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من ملأ عينه من حرام ملأ عينه يوم القيامة من النار إلا أن يتوب ويرجع ,وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم( لكل عضو حظ من الزنا فالعين زناها النظر,وغض النظر يؤدى إلى راحة القلب ,والثواب العظيم من الله وصرف الله عنه وسوسة الشيطان ,والإنشغال بعمل الخير وذكر الله,قـال رسول الله ,صلى الله عليه وسلم( ما من مسلم ينظر إمراة أول رمقة ثم غض بصره إلا أحدث الله تعالى له عبادة يجد حلاوتها فى قلبه)وقال(من نظر إلى إمرأة فرفع بصره إلى السماء أو غمض بصره لم يرتد إليه بصره حتى يزوجه الله عز وجل من الحور العين,النظرة الحرام الى غير الزوج, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم( إشتد غضب الله عز وجل على إمراة ذات بعل ملأت عينها من غير زوجها أو غير محرم منها,النظرة الاولى, لك الحق فى أن تنظر ولكن ليس الحق أن تنظر لغرض الفساد وما يؤدى بك الى إرتكاب الحرام ,والإنشغال عن ذكر الله,وعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم( إياك والنظر بعد النظرة،فان الأولى لك والثانية عليك,والنظرة الاولى خطاء والثانية عمد والثالتة تدمر)والنظرة بعد النظرة تزرع فى القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة,ومـما يساعد على غـض البصر, الحسرة والندامة فى الدنيا والآخرة وافتضاح أمره

الصدقه


ن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله لا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا ‏{‏ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ‏}‏ حتى بلغ ‏{‏يَعْمَلُونَ‏}‏ ثم قال ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه قلت بلى يا رسول الله قال رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ثم قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله قلت بلى يا رسول الله فأخذ بلسانه ثم قال كف عليك هذا قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

(( تبسمك في وجه أخيك لك صدقة )

الابتسامة في وجه الزوجة
:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((
تبسمك في وجه أخيك لك صدقة )) رواه الترمذي

حقوق الزوجه فى الاسلام


*
البدء بالسلام عند الدخول إلى البيت :

يقول صلى الله عليه وسلم : (
(لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم)) رواه مسلم (54)
.
*
الابتسامة في وجه الزوجة
:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((
تبسمك في وجه أخيك لك صدقة )) رواه الترمذي، (1956) . فكيف إذا كانت زوجتك ؟!!
* تطيب الفم عند دخول المنزل :


عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم : ((
كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك )) روه مسلم.

*
مناداتها باسم مميز :

كان النبي صلى الله عليه وسلم ينادي ((عائشة)) رضي الله عنها بـ ((عائش)) .

*
أثن عليها إذا فعلت شيئا يستحق الثناء :

قال صلى الله عليه وسلم : ((
من لم يشكر الناس لم يشكر الله )) رواه الترمذي
.
*
تزين لها :

قال ابن عباس رضي الله عنهما : ((
إني أحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي)) .

*
قدم لها هدية بين الفينة والأخرى
:
قال صلى الله عليه وسلم : ((
تهادوا تحابوا)) حسنه ابن حجر .

*
ساعدها على أعمال المنزل :

سألت عائشة رضي الله عنها : ((
ما كان رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يعمل في بيته ؟ قالت : كان يخيط ثوبه, ويخصف نعله, ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم))
.
*
غض الطرف عن بعض نقائصها :

قال صلى الله عليه وسلم: ((
لا يفرك (أي لا يبغض) مؤمنٌ مؤمنة إن كرِهَ منها خُلُقاً رضي منها آخر )) رواه مسلم .

*
حسن الملاطفة والمداعبة :

قال صلى الله عليه وسلم: ((
فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك ؟ )) رواه البخاري ، وحتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه - وهو القوي الشديد الجاد في حكمه - كان يقول : (( ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي (أي في الأنس والسهولة) فإن كان في القوم كان رجلا ))
.
*
استمع إلى نقد زوجتك بصدر رحب :

فقد كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يراجعنه في الرأي ، فلا يغضب منهن .

*
أحسن إليها :

أشعرها أنك تفضلها على نفسك ، وأنك حريص على إسعادها ، ومحافظ على صحتها ، ومضحٍّ من أجلها ، قال صلى الله عليه وسلم : ((
خيركم خيركم لأهله )) رواه الترمذي .

ا تبخل عليها بالمال ، وأنفق بالمعروف :

قال صلى الله عليه وسلم : ((
أفضل الدنانير دينار تنفقه على أهلك )) رواه مسلم .

*
صرح لها بأنك تحبها :

وهل يخفى حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها .

*
شاورها في بعض الأمور :

وقد شاور النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة في صلح الحديبية وأخذ برأيها .

*
أعنها على طاعة الله تعالى :

قال صلى الله عليه وسلم : ((
رحم الله رجلاً قام من الليل ، فصلي وأيقظ امرأته ،فأن أبت نضح في وجهها الماء )) .

*
إكرام أهلها وصديقاتها

فزر أهلها وحافظ ولتكن العلاقة كلها مودة واحترام تجاه أهلها ، تقول عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حبه لخديجة رضي الله عنها : ((
إن كان ليذبح الشاة فيتتبع بها صدايق خديجة فيهديها لهن )) رواه الترمذي وصححه الألباني .

*
الإيناس والتسلية :

فقد كان من هديه صلي الله عليه وسلم إيناس أزواجه والسهر معهن ، مع كثرة مشاغله ، وعظم أعبائه صلي الله عليه وسلم .

*
أن تأكل وتشرب من المكان الذي أكلت منه وشربت :

عن عائشة رضي الله عنها قالت : ((
كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في فيشرب وأتعرق العرق وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيَّ )) رواه مسلم .

*
قبلها أحيانا عند انصرافك من المنزل :

عن عائشة : ((
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض نسائه ثم يخرج إلى الصلاة ولا يتوضأ)) . [ إسناده قوي قاله ابن حجر ].

*
مراعاتها في حال التعب خاصة ( الحيض ، الحمل ، النفاس )
فالمرأة تعد مريضة كما يقول الأطباء في مثل هذه الحالات .

*
تطييب خاطرها :
فالزوجة تمر بأزمات أو مشكلات وتحتاج إلي أي بسمة حانية ونبرةٍ صافية ، تمسح عنها الآلام ، وتجبر الخاطر المكسور
.
*
استمع إليها جيدا عندما تتحدث :

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستمع إلى حديث عائشة رضي الله عنها وهي تذكر النسوة اللاتي تعاقدن على الحديث عن أخلاق أزواجهن .

*
الثقة بالأهل وعدم الشك بهم ولا تتعامل مع الظنون والأوهام :

قال صلى الله عليه وسلم : ((
من يعذرنا من رجل بلغني أذاه في أهل بيتي فو الله ما علمت من أهلي إلا خيرا )) رواه البخاري .

*
لا تظهر العيوب في الطعام ونحوه :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ((
ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه)) رواه البخاري

كما تحب لنفسك



عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
قال النبي صلى الله عليه وسلم :

"لاتحاسدوا ..."
ويقول الله تبارك وتعالى:

(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)

حب لاخيك


روى الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:


"لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

لقد ربى الإسلام أبناءه على استشعار أنهم كيان واحد، أمة واحدة، جسد واحد:

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ َ)


ويقول الله تعالى:

( إن هذه أمتكم أمة واحدة)

أما الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أكد هذا المعنى وشدد عليه حين قال:
"المسلم أخو المسلم"،

"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"،

"مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر
الجسد بالحمى والسهر".

محبة الخير للآخرين من علامات الإيمان

ومن ذلك أنه رباهم على محبة الخير لإخوانهم المسلمين كما يحبونه لأنفسهم، وجعل ذلك من

علامات كمال الإيمان، فمن لم يكن كذلك فقد نقص إيمانه، ويؤكد هذا المعنى –أن محبة الخير

للآخرين من علامات الإيمان- ما رواه الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي

صلى الله عليه وسلم قال له:
"أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً

ويؤكده أيضا ما رواه أحمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن

أفضل الإيمان؟ فقال: "أفضل الإيمان أن تحب لله، وتبغض لله، وتعمل لسانك في ذكر الله" قال: وماذا

يا رسول الله؟ قال: "أن تحب للناس ما تحب لنفسك ، وتكره لهم ما تكره لنفسك ، وأن تقول خيرا أو
تصمت".

وهذه الصفة سبب لكل خير.. فهي من أعظم أسباب سلامة الصدر، وقد علمتم ما لفضيلة حسن

الصدر وسلامته فيما سبق ( راجع مقال: سلامة الصدر طريقك إلى الجنة).

وهي سبب دخول الجنة

ثم إن هذه الصفة من أعظم أسباب دخول الجنة، روى الإمام أحمد عن يزيد القشيري أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم قال:
"أتحب الجنة؟ قال: نعم. قال: فأحب لأخيك ما تحب لنفسك".

وروى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:
"من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت
إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه".

خلد الله ذكر الأنصار ومدحهم بهذه الصفة

وقد مدح الله أنصار نبيه صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم:

(وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا
أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْكَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)

فمع أنهم هم الذين آووا المهاجرين ووواسوهم بل وقاسموهم الأموال وأعانوهم نصروا الرسول وبذلوا

أموالهم وأرواحهم لنصرة هذا الدين لم يجدوا في صدورهم شيئا حين فضل الله المهاجرين ، وفوق

ذلك لما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن المهاجرين تركوا ديارهم وأموالهم، قالوا:

هذه أموالنا، اقسمها بيننا وبين إخواننا المهاجرين اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل، فرفض النبي
عليه والصلاة والسلام إلا بأن يعمل المهاجرون ويشتركوا مع الأنصار في الثمر.
كما أنهم لما عرض عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخصص لهم أموال البحرين قالوا: لا
حتى تشرك إخواننا المهاجرين. فأي نفوس هذه التي جادت وسمت حتى أبت أن تأخذ مما أحل
الله لها حتى يشترك بقية المسلمين فيها؟!.
ومن هذا الباب وجدنا أسلافنا يحبون الخير للمسلمين وإن نأت ديارهم وتباعدت أوطانهم ، يقول
عبد الله بن عباس رضى الله عنه : إني لأسمع بالغيث أصاب بلدا من بلدان المسلمين فأفرح وما
لي بها سائمة.
ومن محبتهم الخير للآخرين لم يبخلوا عليهم بنصح وأن ظن أنه يمنعهم شيئا من مكاسب الدنيا ،
فهذا محمد بن واسع رحمه الله يذهب إلى السوق بحمار ليبيعه فيقف أمامه رجل يريد شراء الحمار
فيسأل محمد بن واسع : أترضاه لنفسك ؟ فيقول محمد بن واسع : لو رضيته لنفسي ما بعته.
لا يكره الخير للمسلمين إلا أحد ثلاثة:
الأول: رجل يسخط قضاء الله ولا يطمئن لعدالة تقديره سبحانه فهو يريد أن يقسم رحمة ربه على

حسب شهوته وهواه ، ولو اتبع الحق هواه لما أذن هذا الساخط على أقدار الله لغيره أن يتنسم

نسيم الحياة
:
(قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْأِنْفَاقِ وَكَانَ الْأِنْسَانُ قَتُوراً)
نعم لو كان الأمر لهؤلاء ضعاف النفوس ضعاف الإيمان لحجبوا عن الناس كل خير ، ولكن

(أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ

دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)

ومثل هذا المعترض على حكمة الله والمتسخط على أقدار الله ليس من الإيمان في شيء، إنما هو

من أتباع إبليس في الدنيا والآخرة.

الثاني: رجل أكل الحقد والحسد قلبه، فهو يتمنى زوال النعمة من عند الآخرين ولو لم تصل إليه،

وهو دائما مشغول بما عند الآخرين: زوجة ـ راتب ـ سيارة ـ بيت .. فهذا في غم دائم وعذاب لا

ينقضي. ومثل هذا يحتاج للتذكير بنهي الشرع عن الحسد ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم :

"لاتحاسدوا ..."
ويقول الله تبارك وتعالى:

(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)

ولو علم هذا الحاقد أن حقده وحسده لا يغير من أقدار الله شيئا لأراح نفسه ولشغلها بما يصلحها

بدلا من شغلها بالناس وما آتاهم الله من فضله.

الثالث: رجل أذهلته شهوة طبعه عن سعة فضل الله تعالى فيخشى إذا زاحمه الناس على الخير ألا

يبقى له حظ معهم، وهذا من الجهل، فخزائن ربنا ملأى : "يد الله ملأى لا يغيضها نفقة، سحاء الليل

والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه".

والله عز وجل يقول في الحديث القدسي:

"يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في

ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص

ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد

فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل

البحر..."

فحري بنا أن نوطن أنفسنا على محبة الخير للآخرين ، وأن نحرص على إيصال النفع لهم .

والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله

معلومات اسلاميه

دينيه