اللواط


عقاب اللواط



اللواط
قد قص الله عز وجل علينا في كتابه العزيز قصة قوم لوط في غير موضع من ذلك قول الله تعالى " فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل " أي من طين طبخ حتى صار كالآجر منضود أي يتلو بعضه بعضاً مسومة أي معلمة بعلامة تعرف بها أنها ليست من حجارة أهل الدنيا عند ربك أي في خزائنه التي لا يتصرف في شيء منها إلا بإذنه وما هي من الظالمين ببعيد ما هي من ظالمي هذه الأمة إذا فعلوا فعلهم أن يحل بهم ما حل بأولئك من العذاب.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: أخوف ما أخاف عليكم عمل قوم لوط ولعن من فعل فعلهم ثلاثاً فقال: " لعن الله من عمل عمل قوم لوط لعن الله من عمل عمل قوم لوط لعن الله من عمل عمل قوم لوط " . وقال عليه الصلاة والسلام: " من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به قال ابن عباس رضي الله عنهما ينظر أعلى بناء في القرية فيلقى منه ثم يتبع بالحجارة كما فعل بقوم لوط.
وأجمع المسلمون على أن التلوط من الكبائر التي حرم الله تعالى: " أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون " . أي مجاوزون من الحلال إلى الحرام.
وقال الله تعالى في آية أخرى مخبراً عن نبيه لوط عليه السلام " ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين " . وكان اسم قريتهم سدوم وكان أهلها يعملون الخبائث التي ذكرها الله سبحانه في كتابه كانوا يأتون الذكران من العالمين في أدبارهم ويتضارطون في أنديتهم مع أشياء أخرى كانوا يعملونها من المنكرات.
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: عشر خصال من أعمال قوم لوط تصفيف الشعر وحل الأزرار ورمي البندق والحذف بالحصى واللعب بالحمام الطيارة والصفير بالأصابع وفرقعة الأكعب وإسبال الإزار وحل أزر الأقبية وإدمان شرب الخمر وإتيان الذكور وستزيد عليها هذه الأمة مساحقة النساء النساء.
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " سحاق النساء بينهن زنا " . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أربعة يصبحون في غضب الله ويمسون في سخط الله تعالى " . قيل من هم يا رسول الله؟ قال: " المتشبهون من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال والذي يأتي البهيمة والذي يأتي الذكر يعني اللواط " . وروي أنه إذا ركب الذكر الذكر اهتز عرش الرحمن خوفاً من غضب الله تعالى وتكاد السماوات أن تقع على الأرض فتمسك الملائكة بأطرافها وتقرأ قل هو الله أحد إلى آخرها حتى يسكن غضب الله عز وجل "
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " سبعة يلعنهم الله تعالى ولا ينظر إليهم يوم القيامة ويقول ادخلوا النار مع الداخلين الفاعل والمفعول به يعني اللواط وناكح البهيمة وناكح الأم وابنتها وناكح يده إلا أن يتوبوا " .
وروي أن قوما يحشرون يوم القيامة وأيديهم حبالى من الزنا كانوا يعبثون في الدنيا بمذاكيرهم. وروي أن من أعمال قوم لوط: اللعب بالنرد والمسابقة بالحمام والمهارشة بين الكلاب والمناطحة بين الكباش والمناقرة بالديوك ودخول الحمام بلا مئزر ونقص الكيل والميزان ويل لمن فعلها.
وفي الأثر: من لعب بالحمام القلابة لم يمت حتى يذوق ألم الفقر وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إن اللوطي إذا مات من غير توبة فإنه يمسخ في قبره خنزيراً. وقال صلى الله عليه وسلم: " لا ينظر الله إلى رجل أتى ذكرا أو امرأة في دبرها وقال أبو سعيد الصعلوكي: سيكون في هذه الأمة قوم يقال لهم اللوطيون وهم على ثلاثة أصناف صنف ينظرون وصنف يصافحون وصنف يعملون ذلك العمل الخبيث.
والنظر بشهوة إلى المرأة والأمرد زنا لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " زنا العين النظر وزنا اللسان النطق وزنا اليد البطش وزنا الرجل الخطى وزنا الأذن الاستماع والنفس تمني وتشتهي والفرج يصدق ذلك ويكذبه " . ولأجل ذلك بالغ الصالحون في الإعراض عن المردان وعن النظر إليهم وعن مخالطتهم ومجالستهم. قال الحسن بن ذكوان: لا تجالسوا أولاد الأغنياء فإن لهم صوراً كصور العذارى فهم أشد فتنة من النساء. وقال بعض التابعين ما أنا بأخوف على الشاب الناسك من سبع ضار من الغلام الأمرد يقعد إليه. وكان يقال: لا يبيتن رجل مع أمرد في مكان واحد. وحرم بعض العلماء الخلوة مع الأمرد في بيت أو حانوت أو حمام قياساً على المرأة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما "