الاثنين، 2 يناير 2012

رب اشرح لى صدرى





(رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي)

هذه الآية الجميلة سوف تكون أولى الموضوعات التي سوف نتحدث عنها، وهي: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي) صدق الله العظيم




بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هذه الآية في سورة طه ونحن نعلم أن سورة طه كلها حنان ومودة وعطف وعناية وحب من الحق ـ سبحانه وتعالى ـ للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي تشتمل على قصة سيدنا موسى، تقول الآية الكريمة: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ويسر لي أمري) إلى الآية (إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا) ، مع هذا الدعاء، كان الجواب من الكريم (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى)

أيها الأحباب: شاء الله ـ تعالى ـ أن تكون البداية مع هذه الآية الكريمة، إن هذا البرنامج لم يكن دعاء، ولكن نحن أردنا أن نتفاءل بهذه الآية الكريمة، أن نقول ونحن ندعو ربنا: (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي)، وإذا شرح الله الصدر، ويسر الأمر، وجعل اللسان سلسبيلاً، فكل ذلك بقدرته (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي). كان دعاء موسى، وشرح الصدر يؤدى إلى الحالة النفسية السعيدة

س1: يقول الله في كتابه العزيز (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)
هذه المعادلة الإيمانية للزواج والأسرة السعيدة، وفيها سر السعادة، وهي معادلة بسيطة جداً، وهي السكن والمودة والرحمة، وأحيانا تتعرض هذه المعادلة لنقص في أطرافها مما يهدد سعادة الأسرة، واستقرارها، وتبدأ المشاكل والخلافات، وأحيانا تنتهي هذه المشاكل إلى هدم الأسرة، والطلاق
نريد أن نتعرف على كيانات الأسرة السعيدة، ومقوماتها، ثم نتعرض لكيفية معالجة الإسلام لهذه المشاكل والخلافات التي قد تعرض للأسرة؟

ج1: سوف تجد أننا ننتقل من الدين إلى الدنيا أو إلى الأحوال الشخصية، وسوف نجد أن الإسلام يعطى اهتمام كبيرا بالأسرة أو بتكوين النشء والأسرة وتربتها. بعض الناس يظن أن الزوجة يجب أن تكون جميلة، ويجب أن يكون عندها رصيد كبير في البنك، أو والد غنى، أو ما إلى ذلك، وهناك مقاييس عند بعض الناس أو عند الشباب لاختيار الزوجة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها وحسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك"، لا مانع أن تكون المرأة لها مال أو تكون لها جمال، بل ورد في الحديث الصحيح، يقول ـ صلى الله عليه وسلم: "انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما"، قد تكون مقبولة لك وغير مقبولة للآخرين؛ لأن الجمال الباهر ربما يدفع المرأة إلى الغرور، وقد ورد في الحديث "لا تزوجوا النساء لمالهن فعسى مالهن أن يطغيهن ولا تزوجوهن لجمالهن فعسى جمالهن أن يرديهن ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمة سوداء ذات دين أفضل". فهذا الكلام للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجعلنا ننظر إلى الأحاديث الشريفة كباقة جميلة ومتكاملة. فالقرآن الكريم ما عندما تحدث عن حقوق الزوجة، قال: أول الحقوق المهر والصداق، فقال القرآن الكريم: (وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقاَتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا) ، قال المفسرون: لم يقل: عقلاً؛ لأن الإنسان قد يضر المرأة فتفكر بعضهن أن تفتدى نفسها أو أن تعطيه شيئا وتشترى رضاه، لكن إذا أحست أنها دخلت نفسه بشيء من الصداق يعنى إنسان مرغوب فيه لذاته (فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا) وضع القرآن الأصول، أن المرأة يجب أن تنال المهر، وهو الصداق، أي الصدق، قال ـ تعالى ـ (‎صَدُقَاتِهِن) وهو جمع "صداق"، والله سماه صداق أي دليل الصدق ، (‎نِحْلَةً) هبة وعطية طابت بها نفسه، ولأن الزوج في حاجة للتطوع، والمقاربة والهدية تطيب القلوب، أيضا النفقة لأن الزوج ينفق على زوجته. وهذه النفقة أوجبها الله على الرجل مهما كانت زوجته، غنية أو ذات مال أو ذات وظيفة، حتى تستقيم الحياة، قال تعالى :( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ الله ُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا)
وهناك حقوق بين الرجل والمرأة، وهي حسن العاشرة، قال ـ تعالى : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنّ َ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)
في بعض القرى والمدن، نجد فكرة سائدة، هي أنه يجب أن يقوم الزوج بذبح القطة، ويكون شديدا، وكثير مما يظنه بعض الناس أنه قطع الخيط الرفيع بين الزوج والزوجة، فلابد ألا نعيش على الأساطير أو على رموز الجاهلية، أو غيرها، ولكن نعيش على القرآن (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)
أي أن فيها عشرة، أي أنك تحب المرأة وتحبك، والمعروف كلمة واسعة، تشمل البسمة، والكلمة الطيبة والبعد أيضا عن إغضاب المرأة. هناك بعض الناس يقوم بتسجيل كل أفعال وأخطاء المرأة مثل الكشكول والآلة الحاسبة، أي تجدهم يقولوا: في يوم كذا فعلت كذا... لا تكون هكذا، وقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم : "لا يفرق مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر"، أي لا تقوم بتجسيم أمور زوجتك، ولا تكون كالجالس في مطعم للطلبات، ينظر إلى الطلبات التي تنزل للآخرين؛ لأن زوجتك ربما تكون بها بعض الأخطاء


ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها




كفى المرء نبلا أن تعد معايبه



ظمئت وأي الناس تصفوا مشاربه




إن أنت لم تشرب مرارا على القذى



فإنه مقارف ذنبا مرة ومجانبه




فعش وحدك أو صل أخاك




وذلك المعني في قلب الحديث الشريف الذي رواه البخاري، هو أن الرجل يتواضع ويقبل بعض الأخطاء من الزوجة، ولكن هناك كبائر يجب على الزوج ألا يقبل تلك الكبائر ولا يصبر عليها، إنما هناك صغائر يجب أن يصبر عليها الزوج. روى البخاري في الحديث الشريف عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "استوصوا بالنساء خيرا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلعها، فاستمتع بها وبها عوج واستوصوا بالنساء خيرا "، وهذا الحديث معناه ورد في التوراة، ولكن من غير أي مسبة للمرأة لأن في شكلها وتكوينها وأعصابها وعواطفها لتكون أم، وتبقى9 أشهر لحمل هذا الجنين، و30 شهر على رضاعته وفصاله وتربيته، لابد أن تكون لها أعصاب معينة وجهد معين، ولذلك أمرنا الدين أن نتسامح في بعض الأخطاء التي يمكن أن تفعلها المرأة حتى تستقيم الحياة

س2:سؤال: تسأل السائلة عن موضوع الخلع، نريد أن نتعرف على الخلع… ماذا عن الخلع وما هو موقف الدين منه …؟
ج2: الخلع هو افتداء المرأة نفسها بمال، يذكر القرآن الكريم في سورة البقرة الآية(229)( الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ الله ِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)

المعنى الإجمالى للآية الكريمة: إن الله أباح للرجل أن يطلق زوجته طلقة أولى عند اشتداد الأزمة وعند تعسر الحياة، وعند الندم أباح له أن يرجع في مدة الرجعة، وأخبره بأن له طلقة ثانية، وهذا معنى (الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ) يعنى أعطى مهلة للإنسان لأن الحياة تصادف صعوبات، ويجوز أن يرجع زوجته (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ) أي يرجعها ويعيش معها حياة كريمة وفيها مودة ورحمة، وهي تشتمل العشرة الجميلة. والحياة الجميلة والصدقة والنفقة الجميلة (أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) أي تطليق بإحسان أي بدون ظلم لأن هناك أناس عندهم لدد في الخصومة قال ـ صلى الله عليه وسلم : "إن من أشد الناس عذاباً يوم القيامة اللد الخصم" وهو الذي عندما يخصم يكون عنيفا وشديدا في خصومته ويتقول على الخصم ويفتري عليه، قال ـ صلى الله عليه وسلم : "ثلاثاً من كن فيه كان منافقاً خالصاً وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم، إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان"، وفي رواية "وإذا عهد غارب وإذا خاصم فاجر"، وفي الفجور في الخصومة هو أنه يتقول على الطرف الآخر ما ليس فيه…. قد أمر الله أن نمسك بالمعروف وأن نتعامل بمعاملة حسنة
وسبب نزول هذه الآية أن الطلاق في الجاهلية كان لا عدد له فكان الرجل في الجاهلية يقول لامرأته "والله لا آويك ولا أطلقك" وبعد من أن تنتهي العدة يرجعها وبعد ذلك يطلقها، وبعد ذلك يرجعها و هكذا تظل كالبيت الوقف ـ والعياذ بالله ـ كما في قوله ـ تعالى(فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ) وكان هذا يظهر ضرر بالمرأة، فأنزل الله ـ تعالى ـ هذه الآية (الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا) إذاً، الرجل إذا عزم طلاق المرأة، فإن كنت قد استحللت فرجها بالكلمات وآيات الله وبالصداق فلا تسئ معاملاتها حتى تطلب هي الطلاق وهي (وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا) وفي آية أخرى يقول الكريم: (وَإِنْ أَرَدْتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلاَ تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا.وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ) وتعبير القرآن (أفضى) وفيه لمسة حنان وحب وعطف وكل اتفاق في أن يمشوا مع بعضهم البعض، ويقوموا بتربيته الأطفال تربية حسنة، ويكونوا أسرة طيبة أي (أفضى)، (وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) يعنى الرجل قد قام بإعطاء زوجته العهد والميثاق، وأكلت شبابها فكيف تستبيح أن تأخذ منها هذا الصداق

س3: هذا إذا كان الرجل هو الذي يريد الطلاق. ولكن السؤال عن الخلع عن إذا كانت المرأة غير سعيدة في حياتها، وتريد هي أن تنفصل عن الحياة وعن هذا الزوج في هذه الحالة ما هي الشروط وما هي التعليمات والضوابط الربانية لتطبيق هذه الحالة؟

ج3: هذا ما تكفل به النص الثاني من هذه الآية (إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ) ثم قال: (تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا) أي إذا كانت المرأة هي التي تحسن، هي سوف تظلم هذا الإنسان لأن هذا دفع الصداق وقام بتهيئة عش للزوجية وغير ذلك.. ولكن المرأة غير سعيدة، أي الزوجة في هذه الحالة هي التي تظلم ذلك الرجل…وهذه الآية نزلت في امرأة جاءت للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقالت له: " " زوجي لا أغمط عليه في خلق ولا دين، ولكن أكره الكفر في الإسلام" أنا زوجي أخلاقه كاملة ودينه كامل،..،.. فقال لها: "تريدين أن يطلقك و تعطيه صداقك؟ قالت: نعم، وإن شاء زدته. فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لزوجها: أقبل الحديقة وتطلقها تطليقة" وهذا الأمر الذي ورد في القرآن وفي السنة، في طرق متعددة منها أن امرأة قالت: يا رسول الله، إنني نظرت من داخل الخباء ـ من داخل بيتها ـ وقد مشى في جملة من الرجال، أشدهم سودا وأقصرهم مقاما، وأقلهم هيئة. فهي نفرت منه ورغبت أن تفتدي نفسها، وبذلك نجد أن الشق الأول من هذه الآية أن الرجل الذي يريد أن يطلق، فليطلق بإحسان (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَان) أي طلاقهم طلاق جميل أي دون محاكمة، أي بدون إيذاء للناس، فلو كانت تريد خمسة قروش فيعطها لها ستة قروش وذلك لآن القرآن قال: (وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ) والمتعة هي أن نحضر لها ثياب أو أموال، وذلك لأنها علقت حياتها بك، وأعطتك حياتها ونفسها، فيجب أن يكون هناك شيء من المتعة. فالمتعة هي ما يمتع به الرجل زوجته عند الطلاق كترضية لها، لأنك قسمت وسطها وقسمت الطريق، الطريق كان معروفا، أن تكونوا مع بعضكم البعض. هذه حالة الرجل إذا كان يريد الطلاق، فيجب أن يكرم المرأة المطلقة، فيطلقها ولا يجعلها تذهب إلى المحكمة ويتراضوا بالمعروف (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأنْفُسُ الشُّحَّ)
لما المرأة تكون هي الظالمة أو المفترية وهذا ظاهر في سياق الآية ، أن المرأة لا تحب زوجها، فنجد أن المرأة جاءت إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي تشتكي نفسها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي أن الأمر ليس بيدها وفي الحديث "لا أطيقه" وفي شرح الحديث، أي لا أطيقه بغضا وربما لو عشت معه ربما تنحرف وهي لا تقبل. إذن فهي التي ظلمت زوجها الذي أعطاها المهر والثقة، وهي التي تريد أن تهدم البيت. (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ) ورغبت أن تكون شريفة وكريمة وغير زانية وغير فاضحة لهذا البيت، فقالت: ماذا تريد؟ أنت أعطيتني المهر وأنا أعطيته لك، وطبعا، للفقهاء كلام في هذا المعنى. لأنه عندما أعطاها المهر منذ فترة بعيدة، منذ حوالي 10 أو 15 سنة، كان المهر له قيمة مرتفعة، يعنى له قيمة تتساوى مع أمثالها ، فإذا أرادت أن ترضى الله يجب أن تعطيه مهرا يرضى أمثالها، لأن هذا الرجل يريد أن يتزوج بدلا منها، فإذا رغبت من الناحية الروحية أن تعوضه، فيجب أن يكون التعويض عادلا. ولذلك الفقهاء تكلموا في ذلك الموضوع (الفدية) هل من حق الرجل أن يأخذ مما أعطاها؟ من الفقهاء من قال: يكره أن يأخذ أكثر مما أعطاها، ومنهم من قال: إنها كالصفقة، وذلك الخلع عند بعض الفقهاء فسخ العقد الأول، وعند بعضهم تطليق، فالذي قال: إنه فسخ قال: لو المرأة تنخلع منه وتقول له سوف أعطيك المهر واخلعنى فإن ذلك لا يعتبر طلقة، لأنه حتى لو طلقها طلقة ثم تخلعت منه ثم يرغب أن يعيدها فله ذلك، لأن الطلاق مرتين، وأن بعض الفقهاء أخذوا الخلع أنه فسخ للعقد الأول، وعند بعضهم هو طلاق؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال للرجل: أقبل الحديقة ـ والحديقة كانت بستان قد أعطاه لهاـ وتطلقها، فهذه الطلقة إذا انفضت العدة تصبح طلقة واضحة لا تعود إليه إلا بعقد جديد ومهر جديد
س4: عودة مرة أخرى إلى الموضوع الذي كنا نتحدث فيه، وهو الاختلاف في الحياة الزوجية، وأصبحت المرأة تخلع نفسها من هذا الزوج، البعض يخلف من هذا الطريق مع زيادة حالة الطلاق وفي العادة يكون هناك أطفال يدفعون الثمن، فكيف يعالج الإسلام هذه الأوضاع؟

ج4: أولا: الإسلام بغض الطلاق وفضل الحياة الزوجية، في الأحاديث الصحيحة التي تقول: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما سبب لم ترح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا، وفي بعض الروايات "إن المختلعات هن المنافقات"، ومعنى هذا أن الخلع لا يكون إلا عند ظروف معينة، وهي ظروف يستحيل معها استكمال الحياة الزوجية، وينبغي أن يكون هناك الأخصائيين الاجتماعيين وبعض العلماء وبعض أساتذة النفس لأن القرآن الكريم يقول: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُّرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا)
، نحن نقوم لعمل مستشفى لعلاج الأمراض... هناك نفوس فعلا في حاجة إلى طبيب نفس، أو عالم ديني، أو مصلح اجتماعي، أو متخصص في هذه الأمور يعنى لابد أن يكون وسيلة أمام المحاكمة في أن تبعث حكما من أهله وحكما من أهلها فلا يكون هناك حكم فيجب أن يكون هناك إنسان متطوع، يستمع و يبصر الزوجة والزوج بأمور الطلاق وما يترتب عليه من أطفال يعيشون محطمين نتيجة هذا الطلاق. يحس الإنسان أن والده مطلق أو أمه مطلقة، يعنى الإنسان يعيش ميت، كما قال شوقي


أما تخلت أو أبا مشغول




إن اليتيم هو الذي تلقى له




فروح الإسلام جعلت الطلاق من أبغض الحلال عند الله، والخلع نوع من أنواع الطلاق أو من أنواع من فص الحياة الزوجية، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "تزوجوا ولا تطلقوا، فإن الطلاق يهتز له عرش الرحمن"، ولكن قد يكون من المستحيل الحياة، فنحن لا نترك هذه الإنسانية وقد سدت أمامها أبواب الحياة… قد يكون حظها لم يوفق في زوج حسن أو زوج يسكر أو يشرب أو ..، فماذا نفعل بها؟ نقتلها؟ هي تريد أن تفتدي نفسها، وأن تبدأ حياة أخرى، هي ترى في نفسها كفؤًا في أن تعيش مع إنسان تعطيه ويعطيها وتبادله ويبادلها، فنحن نرغب أن تفتح أبواب الرحمة لأن الرجل هو الذي بيده الطلاق. والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "إنما الطلاق لما أخذ بالساق"، ولكن الإسلام أعطى للمرأة التي لا تستطيع الحياة أن تفتدي نفسها من زوجها، كما ذكر القرآن الكريم (وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ)

س5: هناك بعض الأسئلة التي وردت إلى الموقع: تقول السائلة: إن زوجها لا يحسن استقبال أسرتها ويقاطع أسرتي بالكامل ولا يحسن استقبال أمي أو أي أحد من أسرتي، لأنه يريد أن يكون مع الله دائما؟
ج5: من قال إن الإنسان الذي يريد أن يكون مع الله يهمل زوجته ويهمل أسرتها ويهمل الآخرين، أنت مع الله فيجب أن تطيع أمر الله القائل في كتابه الحكيم(وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا)

إنك مع الله يجب أن تتواضع، وذلك لأن زوجتك أخذتها من أهلها وأعطتك حياتها. فكونك تمنعها عن أهلها وأسرتها، فالفقهاء قالوا: ينبغي للرجل أن يسمح لزوجته أن تزور أهلها في الأسبوع مرة أو على الأقل في الأسبوعين مرة، وذلك لأن هذا حق لها، فإكرامك لزوجتك هو إكرام لحماتك التي حملت وقد ربت وقدمت لك هذه الهدية، كن عطوفا وبارا رحيما، ومؤمنا بقول شوقي:


هذان في الدنيا هما الرحماء




فإذا رحمت فأنت أم أو أب




س6: السائلة تقول: زوجي لا يقبل أي دعوة على الإفطار أو الغداء أو العشاء ولا يقبل هو أيضا أن يدعوا هو أي ضيف على أي وجبة وذلك لا مؤمن بالحديث الذي يقول" ما أكل أحدا طعاما خيرا من يأكل من عمل يده".؟


ج6: والله، إن هذا الحديث حق، والحديث ورد في تشجيع الناس أن تعمل وتعمر الأرض فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده" وإن نبي الله كان يأكل من عمل يده ولكن يا أخي هذه كلمة حق يريد بها باطل؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقبل دعوة المرأة، وكان يزور المرضى، وكانت امرأة تصنع طعاما في يوم الجمعة وكان المسلمين يخرجون من المسجد فيذهبون إليها وكانوا يعجبهم ذلك، كانوا ينتظروا يوم الجمعة ليأكلوا عندها وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستريح عندها وينام ويقوم، وقام من نومه ذات يوم مبتسما، فقالت بنت أم ملحان: ما أضحك يا رسول الله؟قال:قوم من أمتي يركبون سبج هذا البحر كأنهم الملوك على الأسرة غزاة في سبيل، قالت: ادع الله أن أكون منهم، قال اللهم اجعلها منهم، فركبت البحر في خلافة معاوية أو يزيد، فماتت، فهذه امرأة كانت تستضيف سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم

والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل ذلك ويقبل الهداية، فقد قال ـ صلى الله عليه وسلم : "لا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيئا إن فعلتموه تحاببتم؟ تهادوا تحابوا". وقال صلى الله عليه وسلم : "يا معشر الناس أطعموا الطعام وألينوا الكلام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام" أنت يا أخي في حاجة إلى لسان طيب وصلة الأرحام وإلى إطعام الطعام وذلك لأن الإنسان لا يكون إنسانا إلا بحبه للآخرين بلا شيء، الإنسان يجب أن يكون عطف ورحمة ولين بالآخرين، فقال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)
س7:يسأل السائل: بعد تزوجه بأسبوع تقريبا حدث له مس من السحر أو الجن ولم ينجح في هذه العلاقة الجديدة، واضطر إلى أن يدخل مستشفى للعلاج من هذه الحالة، وجلس هناك لمدة 6 شهور، وبعد ذلك الله ـ تعالى ـ أنعم عليه بالشفاء من مرضه هذا. السائل يريد أن يعرف ما حدث كان نوعا من الابتلاء، وكيف ينجوا الإنسان من هذا النوع من المرض أو الابتلاء، وأنه وقع في بعض الأخطاء فهل هو يعاقب عليها؟ وكيف ينجوا الإنسان من العين والسحر وهذه الأنواع من الأشياء التي يمكن يتعرض لها الإنسان؟

ج7: الحقيقة أن الدين يأخذ بيد الإنسان إلى الحياة السعيدة، إلى شرح الصدر الحقيقي، فالدين والرسول الكريم تعلمنا منه أن يكون لنا ورد من الدعاء في قراءة الفاتحة، وآية الكرسي، والآيتان الأخيرتين من سورة البقرة، وقل هو الله أحد، والمعوذتين. وإذا قرأت هذه الآيات فإن الله ـ تعالى ـ يحفظك من الجن والسحر والحسد ومن العين، وينبغي أن يكون لدينا ثقة في حسن العلاقة بيننا وبين الله ـ تعالى ـ ولذلك كان سيدنا عمر يقول: هذه الفاتحة، فأين من يقرؤها؟ وقد قرأ الصحابة الفاتحة على إنسان مريض، فقام كأنما نشط عقال. فينبغي أن تكون العلاقة الطيبة بيننا وبين الله ـ تعالى ـ وذلك أن نحافظ على الصلاة ونحافظ على الزكاة وعلى قراءة القرآن الكريم وعلى الإخلاص في العمل وأن يكون رزقنا من حلال ، هذا كله يحفظك ويشرح صدرك، وأكرر مرة أخرى لابد من الذكر والدعاء وهو عبارة عن الفاتحة وآية الكرسي والآيتان الأخيرتين من سورة البقرة وقل الله أحد والمعوذتين، والمحافظة على إخراج صدقة، وأهم من كل هذا اليقين الجازم بأن النافع هو الله وأن الضار هو الله، وأن أحدا لا ينفعك إلا الله ـ تعالى ـ كما قال ـ صلى الله عليه وسلم : لعبد الله بن عباس" يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الدنيا لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله إليك واعلم أن الدنيا لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف" الحديث
س8: سؤال أخر: من إحدى الزوجات تقول: يرى زوجي أنه من حقه أي شئ يريده، فمن حقه أن يطلق زوجته، مع أنه كان يتصرف تصرفات خاطئة والله ـ تعالى ـ قد رزقه الهداية، ولكنه بعد ذلك أصبح شديدا جدا في الحق، فتقول: ابن خالتي تربى معي في فترة الطفولة، وفي عزاء والدي قبلني، فأرسل لي زوجي ورقة الطلاق، فهل ذلك حق؟

ج8: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ِ .. الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوصى بالنساء خيرا، وأنا أريد أن أقول: لك أن كونه أبن خالتك يقبلك في عزاء والدك، فهذا ليس صحيحا بالمرة وغير جائز بالمرة أيضا والدين لا يسمح بهذا وأنت متزوجة مهما كانت العلاقة بينك وبين أبن خالتك فهذا غير صحيح فدين الله لا يسمح بهذا وفي نفس الوقت أقول للزوج كان يجب عليك يا رجل أن تشرح لزوجتك أن ذلك خطأ شديدا جدا إذا أصرت وكبرت فيكون لك موقف أخر، أما أن تقوم بتطليقها دون أن تشرح لها أسباب هذا الطلاق، فهذا تجني، ولكنك من الممكن أن تشرح لها، لأنها أم أولادك وأطفالك وتصلح هذه الزوجة وتبين لها أن هذا خطأ في الإسلام، وأنك قد صفحت عنها بشرط ألا تعود لهذا أبدا، وذلك لأن أمر الطلاق يكون عند الزنا والكبائر، لأنها لا تدرى ذلك ولا تعرفه. فأنت ينبغي أن تبين لها أن هذا لا يجوز أبدا، الطلاق لا يكون إلا في الكبائر والفواحش، النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "تزوجوا ولا تطلقوا فإن الطلاق يهتز له عرش الرحمن" . وأنا أنتهز هذه الفرصة وأقول: للآباء والأمهات علموا أولادكم وأطفالكم أنتم لا تزفون للزوج دمية أنتم تزفون شريكة حياة، العربية كانت تقول ليلة زفافها: أي بنية إنك تركت العش الذي فيه درجت والبيت الذي فيه تفتحت إلى بيت لم تعرفيه وصديق لم تألفيه، كوني له أمانا يكن لك سعيدا، كوني له فرشا يكن لك غطاء، كوني له أرضا يكن لك سماءًا، احفظي عينه وسمعه، فلا يرى منك إلا جميلا ولا يشم منك إلا طيبا، احفظي نومه،.. احفظي سره،… أتمنى من الآباء والأمهات أن يعرفوا أن العروس ليست دمية، لابد أن يعلموا البنت دورها، كثيرا ما نجد ـ كما يقال عن الرجل ـ " داير على حل شعره" ومعه امرأة صابرة، معه أطفاله، وهي تربي هؤلاء الأطفال صابرة على هذا الزوج، هذه المرأة الصابرة التي سوف تحشر مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم القيامة ليس معنى ذلك أن يهملوا تربية الأطفال، الأطفال يجب أن تتعلم، هناك شخص يتزوج بأخلاق العازب أمه كانت تخدمه، وكانت تقوم بغسل ملابسه وتقوم بعمل الطعام له لا يا سيدي لا تتزوج بأخلاق العازب. أنت عندما تتزوج فإن الله ـ تعالى ـ فرض عليك أن ترعى هذه الزوجة، أن تعيش معها بالمعروف، والإنفاق عليها وإكرامها والتعامل معها بالحسنة وتقبل أخطائها. أنا أقول للآباء والأمهات: أن يقوم بتربية البنات فقط بل الأولاد أيضا، العريس الذي يتزوج زوجته على أنها مثل أيام الخطوبة فيخرج معها فقط، لا الزواج مسؤولية كبيرة وعشيرة وتعامل وتعاون ومشاركة وحياة فينبغي أن تعرف هذا، فهو لا يريد أن يدخل بيت الأحلام، لا يدخل من أجل أن يعيش ويفرح ويستمتع مع زوجته، فإذا استمتع بزوجته، فكل لذة عليها مسئولية كبيرة، فهذه اللذة تذكرك بنعيم الجنة وبفضل الله عليك. فكما روى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "خيركم خيركم لأهله" ويقول ـ صلى الله عليه وسلم : "إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها- أي شهر رمضان- وحفظت فرجها ـ أي ابتعدت عن الزنا ـ وأطاعت زوجها، دخلت جنة ربها". الحديث

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق